رمضان ،، صحة
يلجأ المتمسكون بمقولة "صوموا تصحوا" ، والمهتمون بالإعجاز العلمي ، إلى ركن الصيام وشهر رمضان لتسليط الضوء على فضائل الدين الإسلامي وسبقه إلى الاكتشافات الطبية في مجال الحمية الغذائية ومايتعلق بها من وقاية وعلاج .
ولا أشك أبداً أننا قد خذلنا هؤلاء الدعاة الأفاضل ونكّسنا رؤوسهم ، فإننا نزداد "كيلومترات" -وليس كيلو غرامات- من الوزن في رمضان ، وجبة الفطور ثم العشاء ثم السحور تتخللها غارات مطبخية ومطعمية وأصناف الحلويات والعصيرات ، وبعد السحور نومة إلى الظهر وأحياناً إلى العصر ، لا تخفيف طعام ولا رياضة ولا أي إشارة أو حتى تلميح يدل على نية الحمية ، فلو أنني لم أسمع هذه الكلمة "صوموا تصحوا" في مادة التعبير وكتاب الفقه في المرحلة الابتدائية وعلى المنابر لما استنتجتها أبداً حسب واقعنا الحالي !
مادمنا قد قلبنا آيتي الليل والنهار وخدعنا أنفسنا بكذبة الصيام وترك الطعام بينما نحن -في الحقيقة- نائمون طيلة اليوم ، فلماذا إذن نحتفي برمضان عن طريق التفنن في صنوف الطعام؟
لازلت أجهل فكرة "المأكولات الرمضانية" ماهو الهدف منها بالضبط؟ هل هي مكافأة للنفس على النوم عن الصلوات والهروب من مواجهة مشقة الصيام ؟ أم أنها تعويض عن السكريات المحترقة لشدة الجهد المبذول في التقلب على السرير ورفع الرأس على الوسادة والشخير ونحوها من الأفعال الشاقة؟
لقد اجتمعت علينا المهلكات : أكل دسم ،، قلة حركة ،، إكثار من السكريات ،، نوم بعد وجبة السحور مباشرة ،، جلوس أمام التفاز ساعات مصحوبة غالبا بـ (نقرشات) خفيفة ،، إنني أخجل بعدها من أن أقول "صوموا تصحوا" ، وأكاد أحمدلله أن الحديث ضعيف !!