فور قدومه .. أقبل عليه الأطفال فرحين، يهتفون قائلين: لقد جاء صاحب الحلوى!
هكذا كان الكل يناديه .. فهم لا يعرفون اسمه .. كل ما يعرفونه بأنه إنسان طيب يحب الأطفال ويسعد لسعادتهم ..
على الرغم من الغموض الذي كان يلفه دائما .. إلا أن أطفال المدينة كانوا يحبونه كثيرا، فهو يأتي كل يوم ليوزع عليهم أنواعا مختلفة من الحلوى،
جذبته تلك الطفلة ذات العينين الزرقاويتين من طرف معطفه .. وهي تقول: وأنا أيضا يا سيدي أعطني بعض الحلوى!
ابتسم ابتسامة صغيرة من تحت قبعته التي كانت تغطي عينيه .. إذ لم تفارق تلك القبعة ذات اللون الدخاني رأسه أبدا .. فكانت بذلك .. سببا من أسباب غموضه
ظلت تلك الابتسامة مرتسمة على وجهه وهو يعطي لتلك الطفلة قطع الحلوى من الكيس الكبير الملون الذي كان يحمله بيده
على الرغم من أن ملامح وجهه لم تكن ظاهرة .. إلا أن السعادة التي كانت تغمر قلبه حين يرى سعادة الأطفال كانت تشع منه لتسعد من حوله أيضا!
كان رجلا فقيرا في العقد الرابع من عمره، توفيت زوجته ولم يكتب له الله بأن يرزقه بالأولاد، كان يعمل بائعا للفخار الذي يقوم بصنعه، وقد أكسب عمله هذا يديه خشونة وقوة مميزة
لم يكن عمله يعود عليه إلا بالقليل .. والقليل جدا ومع ذلك كان يشتري ما يسد رمقه من الطعام
_وفي كثير من الأحيان كان يبيت جائعا _ ويشتري بالباقي حلوى للأطفال .. فسعادة الأطفال .. كانت الدافع الوحيد له في الحياة ..
بل ومصدر سعادته، حتى وإن كان الجوع ضريبة لذلك!
اعتاد الأطفال على أخذ الحلوى منه كل يوم .. فكانوا بنتظرونه بفارغ الصبر حتى يأتي إليهم بكيسه الممتلىء بالحلوى الذي أحبوه -كما أحبو صاحبه )صاحب الحلوى ) ! -
وذات يوم يوم كان كان الأطفال ينتظرونه كما في العادة .. انتظروا ووانتظروا ولكنه لم يظهر!
حل الظلام .. و بدأ الثلج بالتساقط‘ إذ أنه كان أول أيام الشتاء، فعاد كل طفل إلأى بيته وهو حزين،
كانوا حزناء ليس لأنهم لم يأخذوا قسطهم من الحلوى كما اعتادوا .. لا بل لأنهم كانوا قلقين على صاحب الحلوى ..
أتراه بخير؟ ولم لم يأتي اليوم كعادته؟!
في اليوم التالي .. توقف الثلج عن التساقط بعد أن ملأ الأرض صفاء وبياضا،
أخذ الأطفال يلعبون بكرات الثلج فرحين .. وفي أثناء لعبهم تنبهوا إلى وجود كوخ صغير و وحيد ..
دفعهم حبهم للاستطلاع إلى دخوله .. وليتهم لم يفعلوا!
لقد وجدوا صاحب الحلوى ممدا على فراشه بلا حراك .. ولأول مرة سقطت قبعته التي كانت رمزا لغموضه ..
سقطت عن رأسه لتستقر على الأرض .. فظهر وجهه مشرقا وضاءاً ..
كان ذا ملامح هادئة ممزوجة بطيبة .. وكثير من الإرهاق
أخذ الأطفال ينادونه بأعلى صوتهم: يا صاحب الحلوى أجبنا !..أأنت بخير؟!
نرجوك أفق! لا نريد منك أي حلوى .. نريدك فقط أن تكون بخير! ..
فنحن .. نحبك!!
و لكن آن الأوان له لكي يرتاح .. بعد أن أدخل السعادة إلى قلوب كثير من الأطفال .. فسعد بذلك
غادر الحياة و ودعها بابتسامة علت وجهه الذي كانوا يرونه لأول مرة!
رحل ولكنه .. رغم غموضه .. و رغم أنه كان فقيرا .. مجهول الهوية .. إلا أنه ترك حبه ينبض في قلب كل طفل من أطفال مدينته،
فكان رجلا في هويته مجهول .. وبطيبته ومحبته معروف
رحل في ليلة شتائية باردة .. مليئة بالثلج النقي .. تماما كما قلبه الصافي!
مراا شكراا لولو
ردحذفالمبدعه الصغيرا : )
الله لايحرمني منك
ومن ابداعاتك
هههههههه جاني النوم من القصه صراحه انتي مبدعه ماشاء الله توك فراشه جديده وهجمتي علينا بإبداع مشرفه
ردحذفحنّانة
ردحذفالعفو ياسوسة p=
ولا يحرمني منك يختي ^^
موون
ردحذفتسلمي خيتو ^_^
حياكي ^^