( هدوء .. ملأ المكان .. و ملئني .. )

وسط ضجيج هذا العالم

وسط همومه و مسؤولياته ..

و من بين ساعاته المتلاحقة و لحظاته ..

تسللت إلى أحد الشوارع المنزوية ..

لمحت سلما مختبئا خلف جدار ما ..

سرت نحوه بخطى ملؤها الفضول ..

بدا لي ذلك السلم و كأن أحدا لم يصعد عليه منذ زمن طويل ..

و لكن فضولي دعاني لأكمل المسير ..

صعدت درجاته إلى أن وصلت إلى بهو على جانبيه غرفتان ..

و على ما يبدو كانت إحداهما مخزنا .. أما الأخرى فلم أنظر إليها حتى .. فقد سبقتني قدماي إليها .. !!

هدوء صامت .. يبعث على النفس الطمأنينة

شعرت براحة عجيبة و أنا أقف وسط تلك الغرفة ..

رغم أنني أراها للمرة الأولى .. أو هكذا ظننت ..!!

سحيت أحد الكراسي التي كانت موضوعة في زاوية من زوايا الغرفة .. بينما كانت عيناي تتجولان بين الزوايا الأخرى

نفضت عنه ما علق به من غبار و جلست عليه ..

لم يكن كرسيا مريحا بطبيعة الحال .. و لكن الراحة كانت تقبع بداخلي .. لا بجسدي ..!!

مرت بي لحظات رائعة و أنا في ذلك المكان .. إذ ان العالم الذي كنت فيه قبل قليل

أعيش بين همومه .. ضجيجه .. و مشاغله ..

غدا لي محض كابوس أفقت منه .. أو لعله كان محض طيف عابر لا أكثر!

نظرت إلى ساعتي فوجدتها و قد توقفت عن العمل .. بحثت عن ساعة في أرجاء الغرفة

فقد اعتدت مراقبة الوقت خوفا عليه من المضي .. 

ها قد وجدت ساعة .. أوووه إنها لا تعمل هي الأخرى!!

ههههه هذا صحيح .. فهذا المكان مهجور منذ زمن .. 

فكيف للساعة أن تعمل؟! بل كيف فكرت أنا بإمكانية ذلك؟!!

يا له من مكان رائع حقا!! حتى الوقت لا اعتبار له هنا .. !

كل شيء متوقف عن العمل و يسير في هدوء و سكينة .. 

حتى أنا .. يبدو أنني سأتوقف عن العمل الآن .. هنا في المكان المناسب ..

 ______ _____ ______ ______ ______

مر أسبوع كامل على ذلك اليوم ..

و عند رأس الشارع وقف رئيس البلدية و هو ينظر إلى ذلك البناء المتهالك
ثم قال لعماله : علينا ردم هذا البناء توخيا للأضرار .. فقد آل للسقوط!

و مع غروب الشمس أنهى العمال ردم ذلك البناء القديم ..

و كان أول ما ردم منه .. درجات ذلك السلم .. !!

الــنــهــايــــــة ..

بِقَلمِي ،،

فُرشَة مَرحْ ~ ، فراشة مفرفشة سابقاً ،،