الثلاثاء، 29 مارس 2011

•°• ღ حلمي .. طفولتي .. و لكن الموسيقى توقفت! ღ•°•






تك .. تك .. تك ..

كان ذلك صوت الكرسي الهزاز الذي تجلس عليه سيدة ما.. ذات ملامح هادئة و وجه سمح ..

و هنالك في حضنها و بين ذراعيها تحديدا كنت أجلس .. أنا!
صوت موسيقى هادئة عذبة ينساب من تلك الاسطوانة يزيد عذوبتها و نقائها لحن غناء جميل
أخذت تعزفه تلك السيدة بصوتها الشجي و هي تحتضنني بذراعيها بنتهى الحنان والرقة ..
كم كنت أشعر بالسعادة و الاطمئنان و السكينة و الأمان ..
و مما زادني أمنا و سكينة .. حزم الضوء تلك التي انسلت من النافذة لتصل إلي و تشعرني بالدفء .. إنها أشعة الشمس المبتسمة ..
استمرت الموسيقى في انسيابها العذب المحبب
 واستمرت تلك السيدة الحنون في عزف أغانيها الهادئة
و استمر الكرسي في هزه المتراخي .. و استمر إحساسي بالأمن .. بالاطمئنان  ..بالسكينة .. والدفء ..

`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸ .·¯`··._.·


و لكن .. فــــــجــــأة!

توقفت الموسيقى .. و توقفت السيدة عن الغناء .. و بدأ الكرسي يهتز بقوة كبيرة .. فبدل أن يشعرني بالراحة ..
أصبح يهزني بعنف و كأنه يريد أن يوقعني!
أما أشعة الشمس الدافئة .. فقد ازدادت حرارة ..
و بدل أن تشعرني بالدفء .. أصبحت حارقة من شدة حرارتها!
و الأشد من ذلك .. أن تلك السيدة الحنون .. تحولت ملامحها الهادئة إلى ملامح ثائرة .. 
بدت غاضبة غاضبة و مكفهرة ..
و بدل أن تبث في الأمان و السكينة .. غدت مصدر قلق و خوف لي ..
تلك السيدة .. لم تكن سوى هذه الحياة!
فقد كانت تبدو لي في طفولتي .. جميلة و هادئة
لا يشوبها أي مكدرات .. إلا من بعض الأمور البسيطة التي لا تذكر!
و صوت الموسيقى العذب .. كان آمالاي وأحلامي .. طموحاتي و أمنياتي ..
التي كنت أرسمها بكل براعة و براءة في طفولتي .. و لكن وجدتني أفقدها الان .. !
أما عن الكرسي الهزاز .. فقد كان حالي في هذه الحياة .. تقلباتي .. و كذلك مشاعري ..
كنت في داخلي طفلة هادئة .. لا تخاف من شيء .. لا هم لها سوى اللعب و الضحك ..
أما الان .. فداخلي هذا .. أصبح أمواجا متلاطمة لا تستطيع أن تهدأ ..
كيف لها أن تهدأ؟ و الرياح تهب عليها من كل اتجاه بلا توقف؟!
ليت السيدة تعود إلى حنانها السابق .. ليت الشمس تعود إلى دفئها .. ليت الكرسي يتوقف 
عن هزي بهذه القسوة وبهذا العنف!
و ليت الموسيقى العذبة الهادئة .. تعود يوما .. لتعود داخلي تلك الطفلة ..

`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸.·¯`··._.·`·.¸¸ .·¯`··._.·


حلم لا يزال يضيء : تلك السيدة و تلك الموسيقى و ذلك الكرسي..لن يعودوا كما كانوا ..

أنا أعلم ذلك! ..  


و لكن لا زال هنالك حلم يضيء .. لعل هنالك من يكون لي أحن علي من تلك السيدة .. 


وأرأف من ذلك الكرسي الهزاز ..

أدفأ من أشعة الشمس .. وأعذب من تلك الموسيقى .. و لا زال الحلم يضيء!






بِقَلمِي ،،

فُرشَة مَرحْ ~ ، فراشة مفرفشة سابقاً ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق