السبت، 2 أبريل 2011

صوت ذكرياتي .. !!



التفت يمنة ويسرة عند مفترق للطرق .. احترت قليلاً وأنا أفكر أي طريق أسلك .. أهذا؟ أم ذاك؟!
وأخيرا هداني تفكيري لسلك الطريق الأيمن .. سرت بخطوات بطيئة ومترددة إلى أن وصلت ..
أجل هذا هو المنزل .. لم يتغير تماما منذ أن تركته!
تسمرت في مكاني أتأمله والكثير من الذكريات تعصف برأسي ..هذا هو المنزل الذي عشت فيه أوائل سنوات عمري
أصوات ضحكات أطفال يلعبون بسعادة .. وبكاء طفل صغير يعلو ..
رائحة القهوة التي يحبها جدي .. ورائحة عطر أختي المفضل .. ومقاطع من أحاديث بعض النسوة .. على الأرجح هن جارات أمي
صوتي وأنا أطلب من والدي أن يسمح لي بالخروج للعب مع أصدقائي ..
صوت حمامتي وهي تنقر نافذة غرفتي طالبة مني إطعامها ..
سلسلة الأصوات هذه سمعتها - وأنا أقف أمام المنزل - وكأنها أصوات حية الآن .. لا قبل خمسة عشر عاما مضت!
-
هل عدت يا ولدي؟ لقد اشتقنا إليك كثيرا!!
بدا لي هذا الصوت أكثر قربا وواقعية من الأصوات التي سبقته .. نظرت إلى اتجاهه لأجد أمي ..
أمي بملامح الطيبة التي ارتسمت على وجهها لتزيده نورا وجمالا .. ومشاعر الأمومة التي تتفجر من عينيها
أشهق بسعادة .. وأركض نحوها وأنا أهتف بفرح:
أجل يا أمي .. لقد عددت إليكم .. عدت إليكم بعد طول غياب!!
ولكن فور وصولي إليها .. اختفت! أجل اختفت بكل بساطة ..
لأنها لم تكن أمي! ..   بل كان طيفا عابرا لها ارتسم في مخيلتي الحالمة!
نظرة أخيرة ألقيتها على ذلك المنزل - مهد طفولتي الراحلة - قبل أن أعود أدراجي ..
وعندما هممت بالعودة أردت التأكد من عدم وجود أمي في ذلك المكان الذي سمعت صوتها العذب فيه ..
نظرت إلى حيث ذلك المكان وخيط أمل رفيع لا يزال يشع من عيني .. ولكنه مالبث أن خفٍت وتلاشى حين أيقنت بعدم وجودها!
أعطيت ظهري لذلك الشارع المظلم وعدت من حيث أتيت .. أعطيت ظهري لذكرياتي التي لن تعود مهما حدث .. واستقبلت الحاضر ..
خيوط ضوء وأمل كثيرة انبثقت من مصابيح شوارع تلك المدينة .. اخترقت قلبي لتزرع فيه حياة جديدة ..
وداعا أيها الماضي بما فيك من فراق وندم ..وداعا أيها الماضي بما فيك من جمال وألم ..
وأهلا بك أيها المستقبل .. أنا قادم إليك وكلي أمل .. كلي عزم وإرادة .. وتصميم .. فانتظرني!






بِقَلمِي ،،

فُرشَة مَرحْ ~ ، فراشة مفرفشة سابقاً ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق