الخميس، 14 أبريل 2011

لوحة .. بلا ألوان!




أخذت تقفز بخفة فوق تلك الورقة البيضاء، تضحك ببراءة وهي تنثر على تلك الورقة الكثير من الألوان ..

الأحمر .. البرتقالي .. الأصفر .. الأخضر .. الأزرق وكذلك البنفسجي

أجل .. لقد كانت تصبغ تلك اللوحة بألوان الطيف!

اللون البني .. الكحلي .. الرمادي وألسود، لا هي لم تستخدم هذه الألوان .. فهي في نظرها

لا تناسب إلا الحزن والكآبة وربما الحقد أيضا!.. فما شأنها وشأن طفولتها السعيدة وروح البراءة التي تسيطر عليها بهذه الألوان؟!

حين انتهت من صبغ لوحتها بألوانها المحببة .. وقفت تتأملها بسعادة ، بدت لها اللوحة غاية في الروعة ..

أطلقت ضحكة قصيرة ولكنها جميلة في عفويتها وبرائتها، ثم قالت: أتمنى أن تكون حياتي كهذه اللوحة .. مليئة بالألوان الجميلة والمرحة!

ثم أمسكت باللون الأصفر ورسمت وجها مبتسما .. بقيت تحدق فيه للحظات وهي تبادله ذات الابتسامة

و أردفت قائلة: أتمنى أن أبقى مبتسمة مثلك دائما .. إلى آخر رمق في حياتي!

ثم تركت لوحتها بعد أن ودعتها بنظرة سعادة وابتسامة بريئة متفائلة!..
.....

عادت في اليوم التالي تركض فرحة ومشتاقة لرؤية لوحتها الجميلة تلك ..

ولكنها فور أن وقعت عليها عيناها .. تحولت كل مشاعر الفرح تلك إلى مشاعر حزن وإحباط وألم! ..

مشاعر لم تذق تلك الطفلة البريئة طعمها يوما!

إذ أن لوحتها الجميلة غدت بلا ألوان! أجل فألوان الطيف الفرحة تبدلت إلى الأسود والرمادي وقليل من الأبيض لا يكاد يرى!

نظرت نحو الركن .. لتجده وقد اتكأ على الجدار ..


مخفيا يديه في جيبه وقد أرخى قبعته السوداء على عينيه ، ولم يعد يرى من وجهه سوى سيجارته التي كان يدخنها ببرود!

أسرعت نحوه وأخذت تجذبه من طرف قميصه وتصرخ: لماذا؟ .. لماذا فعلت هذا بلوحتي؟ .. لمااااذااا؟!!

لم يجبها ذلك البارد القاسي .. بل صدى صوتها هو الذي أجاب عليها!

دمعات حزينة من عينيها البريئتين .. انسابت فوق وجنتيها ..

-لماذا تقتل الفرحة في قلبي؟ لماذا تريد أن تلون حياتي بهذه الألوان .. البائسة؟! .. لم كل هذا الالحقد والشر؟!

جثت على ركبتيها أمام لوحتها، وتحديدا أمام ذلك الوجه الذي كان مبتسما (حين رسمته) .. ثم قالت:

حتى أنت لم يدعك لحالك؟ .. لماذا سمحت له بأن يجعلك حزينا وتخليت عن ابتسامتك الرائعة؟!

انساب ببروده الذي ينافس برودة الجليد .. وبقسوته التي تغلب الصخر

انساب وكأنه لم يفعل شيئا .. أو بالأحرى لم يقتل الفرحة في قلب صغير بريء!

ذهب تاركا إياها بعد أن خيم عليها الحزن ..

ذهب ليمحوا الألوان من لوحات أطفال آخرين .. ويستمتع بقتل فرحتهم وطفولتهم البريئة!

يال قسوة ذلك الصخر الجليدي؟!!



بِقَلمِي ،،

فُرشَة مَرحْ ~ ، فراشة مفرفشة سابقاً ،،


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق