كانت تجري مسرعة في شوارع المدينة المظلمة وهي تبكي بألم وكأنها تهرب من شخص ما .. أو بالأحرى من وحش يلاحقها!
ولكن ذلك لم يكن!إذ أنها كانت تجري بلا هدى .. كانت تهرب من دنياها .. دنياها التي باتت مليئة بالأمور التي تزعجها، فغدت ككابوس مرعب! كانت تجري حافية القدمين، وقطرات الماء تتناثر خلفها، إذ أن الأرض كانت ممتلئة بماء المطر ..
وهي مستمرة في ركضها وكذا في بكائها، وقعت في حفرة كبيرة لم تنتبه لوجودها، لحظات .. وساد الصمت دنياها ..
فتحت عينيها فوجدت نفسها في مكان غريب .. ولكنه جميل .. جدا!
- أين أنا؟!
قالت ذلك وهي تتلفت حولها، نظرت إلى الأسفل فأدركت بأنها لم تكن تقف على شيء!
دهشت لذلك! .. ولكنها ما لبثت حتى أدركت بأنها ما عادت بشرا .. لقد أصبحت فراشة زاهية الألوان .. تستطيع التحليق في كل مكان!
شعرت بالسعادة تغمرها وهي تحرك جناحيها بخفة، جلست على إحدى الأزهار وأخذت تمتص رحيقها ..
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
سحب دخانية ..
رعد وبرق ..
ثم مطر يهطل!
فتحت عينيها مرة أخرى آملة أن يكون الجو قد هدأ .. لتجد نفسها داخل حفرة عميقة، ولتدرك بأن كونها فراشة .. لم يكن إلا حلما .. جميلا!
حاولت الخروج من الحفرة ولكنها لم تفلح، حاولت مرارا وتكرارا ولكنها لم تفلح أيضا!
صرخت بأعلى صوتها طالبة النجدة ولكن أحدا لم يجبها!
نظرت إلى أرض الحفرة .. ابتسمت ابتسامة سعيدة وبراقة .. ثم قالت: لم أريد العودة إلى هناك؟! ألم أكن أهرب من (هناك)؟! ألم أكن أبكي؟! ألم أكن أعاني؟! ألم يكن كابوسا .. مرعبا؟!
شقت الابتسامة طريقا أوسع في وجهها .. ثم تابعت تقول: لم أشعر بالسعادة أبدا كما شعرت بها في ذلك الحلم الجميل .. سأعود لمتابعة أحلامي الجميلة .. عوضا عن أن أعيش كابوسا مرعبا!
جلست واحتضنت رجليها إلى صدرها في هدوء .. أغمضت عينيها .. واسترسلت في أحلامها .. وحلقت تلك الفراشة من جديد!
غدت سعيدة عندما أصبحت فراشة في حلم جميل .. عوضا عن أن تكون بشرا في كابوس مرعب!
بِقَلمِي ،،
فُرشَة مَرحْ ~ ، فراشة مفرفشة سابقاً ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق